تُعتبر مصادر المياه في السعودية من أهم الموارد الطبيعية التي تلعب دوراً حيوياً في تلبية احتياجات السكان وتعزيز التنمية الاقتصادية. وتتمثل هذه المصادر في مجموعة متنوعة من المصادر الطبيعية والموارد المائية الاصطناعية، والتي تشكل الدعامة الأساسية للزراعة، والصناعة، والاستخدام المنزلي في المملكة.

أحد أهم مصادر المياه في السعودية هو المياه الجوفية. تتميز السعودية بتواجد كميات كبيرة من المياه الجوفية في مختلف مناطقها، وتمتلك بعض هذه المناطق آباراً وآباراً جوفية عميقة يمكن الوصول إليها بسهولة. وتُستخدم هذه المياه في الري الزراعي والاستخدام المنزلي، ولكن استخدامها الزراعي المكثف يثير مخاوف من الاستنزاف المفرط وتلوث المياه.

بالإضافة إلى المياه الجوفية، تتوفر المملكة على مصادر مائية أخرى مثل المياه السطحية. تتشكل هذه المياه في الأودية والسدود والبحيرات الطبيعية، وتستخدم لأغراض الري والاستخدام الصناعي والتزويد بالمياه للمدن. وقد شُيِّدت العديد من السدود في مختلف مناطق المملكة لتخزين المياه السطحية وتوفير الطاقة الكهرومائية والتحكم في الفيضانات.

بجانب المصادر الطبيعية، تعتمد السعودية أيضاً على مصادر مائية اصطناعية مثل محطات تحلية المياه. تُستخدم عمليات التحلية لتحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للشرب والاستخدام الزراعي والصناعي. وقد أصبحت محطات التحلية جزءاً أساسياً من البنية التحتية للمياه في السعودية، خاصة في المناطق الساحلية حيث يكون الوصول إلى المياه العذبة محدوداً.

على الرغم من وجود هذه المصادر المائية المتنوعة، فإن استدامة المياه في السعودية تظل تحدياً كبيراً. يُلاحظ زيادة الطلب على المياه نتيجة للنمو السكاني والتنمية الاقتصادية المستمرة، بينما تواجه المملكة تحديات مثل الجفاف وتدهور جودة المياه والاستنزاف غير المستدام للموارد المائية الجوفية. لذا، تبذل السعودية جهوداً مستمرة لتطوير استراتيجيات إدارة المياه وتعزيز الكفاءة في استخدامها لضمان تلبية الاحتياجات المائية للمستقبل.